الرئيس السيسي اقترح أن يُصبّح (بضم الياء) المصريون على مصر بجنيه واحد من خلال إرسال رسالة يقول فيها المواطن (صباح الخير يامصر) وقد جمع مبلغاً جيداً للدولة من خلال هذه الفكرة، ونظراً لعجز الميزانية المقبل فأنا أقترح أيضاً أن نُصبّح على الكويت بدينار، وكل على قدر استطاعته. ونحن بذلك سنثبت أننا انتقلنا من مرحلة علاج المواطن على نفقة الدولة إلى مرحلة علاج الدولة على نفقة المواطن. ونحن كمواطنين على استعداد أن نحمل الكويت على أكتافنا وعلى رؤوسنا ونكون أقدامها ونسير بها حتى القطب الشمالي لو استدعى الأمر، وحتى لو كانت هذه الأزمة التقشفية أزمة وهمية فنحن لا نبالي طالما أنها على الجميع.
ولكن ما يحزن النفس ويكمد القلب ويشعل نار الأولمبياد في الصدر، أنه من خلال متابعتي للمشهد السياسي أستطيع عزيزي القارئ أن أقول لك انه لا ينقصنا الآن سوى أن يخرج علينا الناطق باسم الحكومة ليقول لنا (ديليسبس) انه «قررت الحكومة تأميم الكويت لمصلحة القطاع الخاص وجعلها شركة قابضة للأرواح، وعلى جميع المواطنين الالتزام بقواعد المرور لأننا لا نعرف التخطيط إلا على حارات الشوارع».
ولا أدري لماذا كلما تذكرت هذا المشهد السياسي تذكرت قصة سندريلا وزوجة أبيها القاسية؟
فنحن نجد أن كل الحكايات الشعبية التي تقال للأطفال في كل بقاع الأرض دائماً تصف زوجة الأب بالقسوة، وكل المقالات التي تكتب في الصحف تصف الحكومة بالتخبط.
ولعلك عزيزي القارئ تتساءل «وما علاقة زوجة الأب بالحكومة؟».
بصراحة سؤالك ذكي، وهذا يدل على أنك قارئ عندك قدرة نقدية عالية.
في الحقيقة، لقد اكتشفت بعد سياحة في الأرض عبر المقاهي والدواوين والوزارات والهيئات والمؤسسات والجلوس على الأرصفة، أن الوطن هو (أمك) وأن الحكومة هي (مرت أبوك)، وأنه لا يصح أن تغضب من أمك أو تقول لها (أف) لأن زوجة أبيك قررت أن تحرمك من العشاء لمدة غير معلومة.
فنحن شباب هذا الوطن العظيم نعلم أن (مرت أبوي لعبت في الحلال) فمنذ أن خرج النفط من الأرض ظهر الفساد في البلاد، ومنذ أن نزل المطر من السماء ظهر الفساد في الأسفلت وتطاير الحصى على العباد، وهذا يعني أن الأرض تشتكي فساد أهل الأرض لرب السماء.
ولذلك خذ الحكمة من أفواه الصعاليك (ابق بجانب أمك (وطنك) و لا تسء لها حتى ولو غضبت من حكومتك (مرت أبوك) وتذكر دائماً أن الذي تناديه أمه ولا يجيب نداءها فهو عاق مصيره الخذلان.
قصة قصيرة:
نجح الزعيم في الانتخابات بـ99 في المئة وعندما بحثت أجهزة الأمن عن هذا الصوت الشاذ الذي لم يعط نفسه للزعيم، وجدوا أنه صوت (العقل).
كاتب كويتي
اترك تعليقا: