فاجئ المصريون المقيمين بالمملكة العربية السعودية صباح اليوم السبت، بقيام عدد من شركات الصرافة العاملة بالمملكة، بإلغاء التعامل بالجنيه المصري، ومنع التحويل وذلك بحسب صورة لشاشة عرض أسعار العملات الأجنبية تم تداولها على موقع التواصل الاجتماعي.
وقد اثار هذا القرار،حفيظة المصريين العاملين في السعودية، متسائلين عن الأسباب التي دفعت هذه الكيانات لاتخاذ هذا الإجراء، مرجحين أن يكون هذا على خلفية الاختلاف في وجهات النظر بين البلدين رغم تاكيد خبراء ان ذلك راجع لانهيار الجنيه وعدم ثبات سعره.
كما تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي خبرًا يفيد أن البنك المركزي الألماني أبلغ كافة البنوك الألمانية بخروج الجنيه المصري من سلة العملات في الدولة.
قرار خطير
من جانبه قال خالد الشافعي الخبير الاقتصادي، إن اتخاذ شركات الصرافة السعودية هذا القرار يعد منعطفا خطيرا جدا في العلاقات المصرية السعودية خاصة بعد توتر العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية.
وأضاف الشافعي في تصريح خاص لـ"بوابة القاهرة"، أن هذا القرار سيكون له تأثير سلبي على الاقتصادي المصري وخصوصا أن للمملكة العربية السعودية مشاريع ضخمه في مصر بحوالي 20 مليار دولار، بالإضافة إلى وجود اتفاقيات وتبادل تجاري بين البلدين.
وأكد الخبير الاقتصادي، أن ما يحدث يؤكد استمرار عمق الخلاف السياسي بين القاهرة والرياض، مما يؤثر على الوضع الاقتصادي بين البلدين، مشيرًا إلى الحالة المزاجية للاقتصاد المصري لن تستحمل مثل هذه القرارات.
بدون سبب
كما جاء ردود أفعال المصريين على مواقع تواصل الاجتماعي غاضبة من هذا القرار، حيث يقول أحد المصريين عبر مجموعة “الجالية المصرية في السعودية” على موقع “فيسبوك” إن الصرافات بالمملكة أوقفت تغيير الجنيه المصري رغم أن الريال بلغ 5 جنيهات في السوق السوداء.
وكذالك ايضا يضيف عادل المصري، أحد رواد المجموعة، أنه ذهب إلى مكتب صرافة في مكة، لتغيير العملة، وأبلغه العاملين بأن الشركة ألغت التعامل بالجنيه المصري.
ومن ردود الأفعال حيث يعلق كريم عيد، أنه كان يمتلك أموال بالجنيه المصري، وذهب لتبديلها إلى ريالات سعودية، من الصرافة، إلا أنها رفضت، وأبلغته بأنهم ألغوا التعامل بالعملة المصرية.
بينما أكد آخرين من رواد المجموعة أنهم استطاعوا تغيير العملة المصرية بالريال لكن في أماكن معينة ومتفرقة، قبل ان توقف كثير من مكاتب الصرافة التعامل بها، دون أي أسباب.
الجنيه غير قابل للتداول
من جهته قال مسؤول رفيع المستوى بالبنك المركزي، إن الجنيه المصري ليس ضمن سلة العملات الرئيسية المتداولة عالميًا من الأساس، حتى يخرج منها، جاء ذلك ردًا على الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن قيام البنك المركزي الألماني باستبعاد الجنيه المصري من سلة التعاملات في البنوك الألمانية.
وأضاف أن الجنيه غير قابل للتداول خارج مصر، ولا يمكن استخدامه في سداد الدين الخارجي، مشيرًا إلى أنه حال استخدام الجنيه خارج مصر، لما تولدت أزمة نقص نقد أجنبي خلال الفترة الراهنة.
وأبدي استغرابه عن ما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي من إعلان البنك المركزي الألماني، عن خروج الجنيه المصري من سلة العملات.
تعاملات خاصة بالصرافات
ومن المعروف أن هناك عملات رئيسية قابلة للتداول عالميًا، الدولار الأمريكي اليورو، الين الياباني، الجنيه الاسترليني، وانضم إليهم مؤخرًا اليوان، بعد موافقة صندوق النقد الدولي على إضافته إلى سلة عملات حقوق السحب الخاصة (SDR) اعتبارًا من أكتوبر الجاري.
وبشأن ما تردد عن إلغاء التعامل بالجنيه بعدد من الصرافات في السعودية، قال إنها تعاملات خاصة بالصرافات في تلك الدول، ولا دخل للبنك المركزي المصري فيها، لاسيما أن الأسعار المتداول بها غير رسمية.
يشار إلى أن الريال السعودي يتداول بأسعار تتراوح بين 3.25 و 3.50 جنيه، في صرافات المملكة العربية السعودية في حين أن سعره الرسمي بالبنوك المصرية يبلغ 2.36 جنيه.
اترك تعليقا:
