مع قدوم فصل الصيف وموسم الإجازات، يسافر ما يزيد على مليون وافد تقريباً، نصف هؤلاء يبقون في بلادهم لفترة تقترب من 3 أشهر.
طول مدة الإجازة يدفع هذه الفئة إلى البحث عن مستأجر للمنزل بهدف توفير وتخفيف الأعباء والمصاريف على وقع ارتفاع الإيجارات، لتبدأ هنا قصة ما بات يعرف بـ «السمسار بو100».
فما أن يعلن المستأجر «الغلبان» رغبته في تأجير وحدته السكنية، التي غالبا ما تكون شقة صغيرة، أو ملحقا، وربما «استوديو»، يخرج «سمسار الإعلانات» إلى العلن من خلال البحث عن مستأجر لهذه الوحدة، وكأنه المالك الحقيقي لها، دون علم المستأجر الأصيل.
وعلى طريقة «وفق راسين في الحلال واطلع بأي مصلحة»، يتلاعب السمسار ببني جلدته، حيث يتتبع إعلانات المقيمين على تطبيقات البيع والشراء، أو المواقع الإلكترونية الإعلانية الخاصة، ثم يعيد نشر الإعلان بأرقام هواتفه الشخصية، بدلاً من رقم المؤجر الحقيقي، في محاولة لتحقيق مكاسب غير مشروعة، قد تصل إلى 100 وربما 150 ديناراً دون عناء أو جهد يذكر.
وللوقوف على حقيقة هذا الظاهرة الآخذة في النمو، التقت «الراي»عدداً من المقيمين الذين رووا تجربتهم مع هؤلاء السماسرة.
في البداية، يقول محمد ضاحي (30 عاماً) «نظراً لظروف طارئة عادت عائلتي إلى البلاد لفترة غير محددة، وبما أنني أحاول الحفاظ على (الاستوديو) الذي أقطن فيه بمنطقة خيطان، لحين عودة عائلتي، وضعت إعلانات عدة على بعض صفحات الوافدين على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب عدد من تطبيقات الجوال، بعدها جاءني اتصال من أحد الأشخاص، يخبرني أنه يرغب في زيارتي لمشاهدة (الاستوديو) على أرض الواقع ومن ثم الاتفاق».
ويضيف ضاحي «أتى إلى المنزل 3 أشخاص أحدهم المستأجر، وأتممنا الاتفاق على أن يتسلم (مستأجر الباطن) الوحدة السكنية خلال 10 أيام، ويدفع الإيجار الفعلي فقط دون أي زيادة».
ولكن (يتابع الرجل) «بعد مرور أقل من ساعة، عاود المستأجر الاتصال بي، ليخبرني أن أصدقائي طلبوا منه 100 دينار إضافية، وهو ما لم نتفق عليه».
هنا بدأت الصورة تتضح بعض الشيء، لاسيما حينما قال المستأجر الجديد إنه حين تحدث مع المعلن (السمسار)، طمأنه الأخير بأنه سيدفع الإيجار فقط، ولكن ما يحدث الآن غير ما تم الاتفاق عليه.
حينئذ علم ضاحي أن هناك من يستفيد من إعلانه ووحدته السكنية بغير وجه حق. وبعد جولة مضنية على بعض المواقع والتطبيقات، وجد الرجل الإعلان الخاص به وبوحدته السكنية، موضوعاً على إحدى الصفحات المتخصصة، ولكن بأرقام هواتف مختلفة، عندها فهم صديقنا لعبة «السمسار بو 100» الوهمي.
قصة ضاحي ليست الوحيدة، فهناك عشرات وربما مئات القصص المشابهة، فقد أكد الوافد رضا (37 عاماً) من جهته، أنه وخلال بحثه عن شقة لاستقدام أسرته بصورة دائمة، وجد إعلاناً للتنازل عن شقة (غرفة وصالة) وبسعر جيد، شريطة شراء الأغراض، فبادر بالاتصال لتحديد موعد لرؤية الشقة والأغراض.
وروى رضا أنه «بعد الاطلاع على الشقة والأغراض والاتفاق مع صاحبها على تغيير العقد، وسعر الأغراض، انصرفت ليطالبني صديق المؤجر الذي كان يلعب دور السمسار بـ 100 دينار، نظير السعي لإنهاء (الصفقة) بسهولة، فأقنعته أني سأدفعها حال توقيع العقود»، وبعد انصرافه وجدت اتصالاً من صاحب الشقة يخبرني أن صديقي«السمسار»يطالبه بـ 100 دينار، نظير إنهاء الصفقة بسهولة أيضاَ، لنتفاجا أن لا أحد منا يعرف هذا«السمسار»أو ذاك، وأن كل منا«المؤجر والمستأجر»يظنه صديقاً للآخر، وعليه رفضنا دفع أي مبالغ، وأتممنا تحويل عقودنا وشراء الأغراض وفقاً لاتفاقنا.
6 خطوات للاحتيال!
وفقاً للقاءات «الراي» مع عدد من المتضررين من هذه الظاهرة، ذكر هؤلاء أن
«سمسار بو 100» يعمل وفقاً لآلية واحدة:
1 - متابعة صفحات إعلانات الوافدين على صفحات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الإيجار.
2 - يحدد بعض الإعلانات الجيدة التي تمثل فرصة مناسبة.
3 - التواصل مع المعلن للحصول على معلومات أكثر عن الوحدة المعروضة للتأجير أو التنازل.
4 - إعادة نشر الإعلان بكثافة أكبر وإرفاق أرقام هواتفه للتواصل مع الراغبين بالاستئجار.
5 - استقبال المكالمات والتوفيق بين المؤجر والمستأجر اعتماداً على جهل الطرفين بشخصيته.
6 - مطالبة الطرفين، كل على حدة بأتعاب، مقابل إنجاز صفقة التأجير أو التنازل.
اترك تعليقا: